الحديث و الدعاء و الحكمة

حصن المسلم...

  • وعن عمر بن الخطاب t قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله × إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مئة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله × القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض))، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله U: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الـْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}([1]) فأمده الله بالملائكة.
  • عن أنس t ((أن رسول الله × كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه))([2]).
  • وقال رسول الله × : ((إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه، أن يردهما صفرًا خائبتين))([3]).
  • [12] ومن آدابه: أن يكون الموضع الذي يذكر الله تعالى فيه خاليًا عما يشغل نظيفًا؛ فإنه أعظم في احترام الذكر والمذكور، ولهذا مُدِح الذكر في المساجد والمواضع الشريفة.
  • وجاء عن أبي ميسرة رحمه الله قال: ((لا يُذْكَر الله تعالى إلا في مكان طيب)).
  • [13] ومن آدابه: أن يكون فمه نظيفًا، فإن كان فيه تغيّر أزاله بالسواك، وبالغسل بالماء.
  • [14] ومن آدابه: أن الذكر مَحْبوبٌ في جميع الأحوال إلا في أحوال ورد الشرع باستثنائها نذكر منها طرفًا، إشارة إلى ما سواها؛ فمن ذلك أنه يكره الذكر حالة الجلوس على قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي القيام في الصلاة، بل يشتغل بالقراءة.
  • [15] ومن آدابه: إذا سُلّم عليه ردَّ السلام ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا عطس عنده عاطس شَمَّتَهُ ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا سمع الخطيب، وكذا إذا سمع المؤذِّن أجابه في كلمات الأذان ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا رأى منكرًا أزاله، أو معروفًا أرشد إليه، أو مسترشدًا أجابه ثم عاد إلى الذكر؛ وكذا إذا غلبه النعاس أو نحوه... وما أشبه هذا كله.
  • [ثالثًا] أوقات الإجابة [وأحوالها]
  • [1] الثلث الأخير من الليل: قال الله سبحانه عن آل يعقوب:
    {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}([4]).
  • قيل: إنه أخَّر طلب الاستغفار إلى الثلث الأخير من الليل.
  • وقال رسول الله × : ((ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)) ([5]).
  • [2] في السجود: قال رسول الله ×: ((نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا، أو ساجدًّا؛ فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء؛ فإنه قمن أن يستجاب لكم))([6]).
  • وقال الله تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}([7]).
  • وقال ×: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء))([8]).
  • [3] في ساعة يوم الجمعة: قال رسول الله ×: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة))([9]).
  • وقال ×: ((في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله خيرًا إلا أعطاه))، وقال بيده، قلنا يقللها يزهدها([10]).
  • وقد اختلف العلماء في هذه الساعة؛ فقال قوم: إنها عند طلوع الشمس، وقال بعضهم: عند الزوال، وقال آخرون: مع الأذان، وقيل: إذا صعد الخطيب المنبر، فأخذ في الخطبة، وقيل: إذا قام الناس إلى الصلاة.
  • وقال معظم العلماء: إنها بعد العصر.
  • ثم اختلف هؤلاء، فقال بعضهم: هي وقت الأصيل، وقال بعضهم: آخر ساعات النهار، وهذا القول هو الراجح.
  • والدليل هو قول النبي ×: ((يوم الجمعة ثنتا عشرة يريد ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله - تعالى - شيئًا إلا آتاه الله U؛ فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر))([11]).
  • [4] دبر الصلوات المكتوبات: عن أبي أمامة t قال: قيل لرسول الله : أيُّ الدعاءُ أسْمَعُ؟ قال: ((جوف الليل الآخر، ودُبر الصلوات المكتوبات))([12]).
  • [5] بين الأذان والأقامة: قال رسول الله ×: ((لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة))([13]).
  • وقال ×: ((ثنتان لا تُردان أو قلَّ ما تردان: الدعاء عند النداء))([14]).
  • [6] عند لقاء العدو: قال رسول الله ×: ((ثنتان لا تردان أو قَلَّ ما تردان:...، وعند البأس حين يُلْحَمُ بعضه بعضًا))([15]).
  • [7] ليلة القدر: فإنها مظنة الخيرات، وإجابة الدعوات، ومضاعفة الأعمال، وحط الأحمال الثقال، والعمل فيها خير من ألف من مثله في سائرها، قال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}([16]).
  • يعني: ليس فيها ليلة القدر، وقيل فيها: إنها ليلة سبع وعشرين، وكان ابن عباس، وهو حبر الأمة، وترجمان القرآن يختار هذا القول، ويستدل عليه بأن السورة ثلاثون كلمة، والكلمة السابعة والعشرون قوله سبحانه: (هي).
  • ولكن الأظهر والأقوى، أنها لم تحدد، والله أعلم.
  • [8] دعاء الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم: قال رسول الله ×: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))([17]).
  • قال رسول الله × لمعاذ t حين بعثه إلى اليمن: ((اتقِ دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب))([18]).
  • [9] الدعاء بظهر الغيب: قال رسول الله ×: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل))([19]).
  • [رابعًا] إجابة الدعاء
  • قال رسول الله ×: ((ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها)) قالوا: إذًا نكثر، قال: ((الله أكثر))([20]).
  • [خامسًا] من لا يجاب له دعاء
  • قال رسول الله ×: ((أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحـًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، - ثم ذكر الرجل يطيف السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب...، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك))([21]).
  • [سادسًا] ما يُنهى عنه] في الدعاء
  • [1] النهي عن تعجيل العقوبة في الدنيا: عن أنسt أن رسول الله × عاد رجلًا من المسلمين، قد خَفَتَ فصار مثل الفرخ؛ فقال له رسول الله ×: ((هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟)) قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله ×: ((سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه!! أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) فدعا الله له فشفاه([22]).
  • [2] النهي عن الاعتداء في الدعاء: عن عبدالله بن مغفلt أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة، إذا دخلتها، فقال: يا بني، سل الله تبارك وتعالى الجنة، وعُذْ به من النار، فإني سمعت رسول الله × يقول: ((يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور))([23]).
  • [3] النهي عن الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم: قال رسول الله ×: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل))، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: ((يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي؛ فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء))([24]).
  • [4] النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والخدم والمال: قال رسول الله ×: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم،ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم))([25]).
  • [5] النهي عن تمني الموت: قال رسول الله ×: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به؛ فإن كان لا بد متمنيًا للموت؛ فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))([26]).
  • [سابعًا] الحث على الدعاء
  • قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}([27]).
  • قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}([28]).
  • قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الـْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الـْمُحْسِنِينَ}([29]).
  • قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ((هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء: دعاء العبادة، ودعاء المسألة؛ فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة، ويراد به مجموعهما وهما متلازمان.
  • فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره أو دفعه، ومن يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود حقًا، والمعبود لا بد أن يكون مالكًا للنفع والضر)).
  • [قال المصحح: قد ذكرت في كتابي ((شروط الدعاء وموانع الإجابة)) أن شروط الدعاء خمسة شروط، هي: الإخلاص، والمتابعة للنبي ×، والثقة بالله مع اليقين بالإجابة، وحضور القلب مع الرغبة والخشوع لله، والعزم مع الجدِّ في الدعاء.
  • وذكرت أن موانع الدعاء ستة، وهي: التوسع في الحرام: أكلًا وشربًا وتغذيةً، والاستعجال وترك الدعاء، وارتكاب المعاصي والمحرمات، والدعاء بإثم أو قطيعة رحم، والحكمة الربانية؛ فيعطي السائل أكثر مما سأل.
  • وذكرت واحدًا وعشرين أدبًا للدعاء هي: أن يبدأ الداعي والذاكر بحمد الله تعالى والصلاة على النبي × ويختم بذلك، والدعاء في الرخاء والشدة، ولا يدعو على أهله أو ماله أو نفسه أو ولده، ويخفض الصوت بين المخافة والجهر، ويتضرع إلى الله في الدعاء، ويلح على ربه في الدعاء، ويتوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه لله تعالى، أو يطلب الدعاء له من مسلم صالح حي حاضر قادر، والاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء، وعدم تكلف السجع في الدعاء، والدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، ورفع الأيدي في الدعاء، والوضوء قبل الدعاء إن تسير، والبكاء سرًا في الدعاء من خشية الله، وإظهار الافتقار إلى الله والشكوى إليه، ولا يعتدي في الدعاء، والتوبة مع رد المظالم، ويدعو لوالديه مع نفسه، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسه، ويبدأ بنفسه إذا دعا لغيره، ولا يسأل إلا الله وحده.
  • وذكرت أربعة وثلاثين من الأوقات والأحوال والأوضاع التي يجاب فيها الدعاء، هي: ليلة القدر، ودبر الصلوات المكتوبات، وجوف الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وعند النداء للصلوات المكتوبات، وعند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من الليل، وساعة من يوم الجمعة، وعند شرب ماء زمزم مع النية الصالحة، وفي السحر، وعند الاستيقاظ ليلًا والدعاء بالمأثور، وعند الدعاء بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وعند الدعاء في المصيبة: بإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الدعاء بعد وفاة الميت بالمأثور، وعند الدعاء في استفتاح الصلاة بألله أكبر كبيرًا، وعند الدعاء في استفتاح الصلاة بالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعند قراءة الفاتحة في الصلاة واستحضار ما يقول فيها، وعند رفع الرأس من الركوع والدعاء بالمأثور، وعند التأمين في الصلاة إذا وافق قوله قول الملائكة، وعند قول: ربنا ولك الحمد في الرفع من الركوع، وبعد الصلاة على النبي × في التشهد الأخير، وعند قولك قبل السلام: اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، وعند قولك: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد... وعند قولك: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وعند دعاء المسلم عقب الوضوء بالمأثور، وعند دعاء الحاج يوم عرفة في عرفة، والدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر، وفي شهر رمضان، وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر، وعند صياح الديك، والدعاء حالة إقبال القلب على الله، والدعاء في عشر ذي الحجة.
  • وذكرت أمكان تُجاب فيها الدعوات، وهي ستة: الدعاء على الصفا والمروة للحاج أو المعتمر، والدعاء داخل الكعبة، ومن دعا أو صلى داخل الحجر فهو من البيت، وعند الدعاء عند رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيام التشريق للحاج، والدعاء عند المشعر الحرام يوم النحر للحاج، والدعاء في عرفة يوم عرفة للحاج.
    وذكرت الدعوات المستجابات واحدة وعشرين دعوة هي: دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم، ودعوة الصائم حين يفطر، ودعوة الإمام العادل، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور، ودعوة المضطر، ودعوة من بات طاهرًا على ذكر الله إذا استيقظ، ودعوة من دعا بدعوة ذي النون، ودعوة من أصيب بمصيبة إذا دعا بالمأثور، ودعوة من دعا بالاسم الأعظم، ودعوة الولد البار بوالديه، ودعوة الحاج، ودعوة المعتمر، ودعوة الغازي في سبيل الله، ودعوة الذاكر لله كثيرًا، ودعوة من أحبه الله ورضي عنه.
    وذكرت أهم ما يسأل العبد ربه وهي تسعة أمور: سؤال الله الهداية، وسؤال الله مغفرة الذنوب، وسؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار، وسؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وسؤال الله الثبات على دينه، وسؤال الله حسن العاقبة في الأمور كلها، وسؤال الله صلاح الدين والدنيا والآخرة، وسؤال الله دوام النعمة والاستعاذة به من زوالها، والاستعاذة بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
    وقد ذكرت الأدلة على هذه المسائل كلها مع تخريجها، ومن أراد الرجوع إليها فليرجع إليها هناك، وبالله التوفيق]([1]).

0 التعليقات :

Copyright @ 2013 مؤسسة الاسلام .