الحديث و الدعاء و الحكمة

مكانة المرأة في الإسلام



  1. عليه وسلم ثم وضعه في قبره، ولم يذكر أنه غسله، قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها، وفي لفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال {اللهم صب  عليها الخير صبا ،ولا تجعل عيشها كدا كدا} قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها[1]

  2. إن كثيرين ممن يتناولون قضية المرأة على غير هدي الإسلام إنما يفعلون ذلك ظناً منهم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد رأي يطرحونه أو فكرة يتبنونها، وما علموا أن أحكام الله تعالى لا تقبل التبعيض ولا التجزئة وأن المسلم الذي يركع لله ويسجد في صلواته ينبغي أن يتلقى عن الله تعالى ويرضى ويسلم، وقد نعى ربنا سبحانه وتعالى على بني إسرائيل بقوله )أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون([2]
    مقارنة بين حالتين
    إن المرأة المسلمة لا تعاني مما تعاني منه المرأة الغربية أو الكافرة عموماً، فمشكلاتها غير مشكلاتها وواقعها غير واقعها، وأضرب على ذلك أمثلة: هل المرأة في بلاد الإسلام تعاني من الإهمال والعقوق إذا تجاوزت حد الشباب؟ هل المرأة في بلاد الإسلام تعاني من عنف متعمَّد من قبل الرجال؟ تقول الإحصائيات: تقع في الولايات المتحدة أكثر من عشرين ألف جريمة سنويّاً، بمعدل جريمة واحدة كل 25 دقيقة، وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الصناعية في عدد حالات الاغتصاب المسجلة رسميّاً، أما جرائم تعاطي المخدرات: فعددها مليون جريمة سنويّاً، وتتزايد فيها حالات تعاطي الكوكايين والماراجوانا، كذلك تشيع في المجتمع الممارسات الجنسية غير الشرعية، إذ تصاب! فتاة واحدة من بين كل عشر فتيات بين سن الـ 15 والـ 19 بأعراض الحمل نتيجة الممارسة الجنسية غير المشروعة، كذلك تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى من بين الدول الصناعية في عدد حالات الإصابة بالإيدز، ولقد مات بسبب هذا المرض أكثر من 130.000 أمريكي، وقبل حلول عام 1993م أصيب أكثر من 480.000 أمريكي بالمرض نفسه[3]
      
    هل المرأة المسلمة قد استعملت كسلعة يستعان بها في الدعاية والإعلان والترويج للمنتجات؟
       
    هل سلبت المرأة المسلمة شخصيتها وقطعت نسبتها إلى أبيها وانتقلت إلى زوجها؟
    ما هو واقع المرأة الغربية؟
    إن الغرب الذي ابتعد عن فطرة الله تعالى وتمرد على شرائع المرسلين تعاني فيه المرأة ظلماً عظيماً، ولا يغرنك تطاول الأدعياء الذين يريدون للمسلمة اللحاق بنظيرتها في بلاد الغرب، فكم من رجل وامرأة في تلك البلاد يدعو الآن إلى عودة المرأة إلى بيتها، والالتزام بالنفقة عليها، وكم من مأساة تعيشها المرأة هناك!! حوادث الاغتصاب وجرائم انتهاك العرض ـ العنف المنتظم ـ اضطرارها إلى ممارسة أعمال لا تليق بها ـ كثرة اللقطاء وأولاد السفاح ـ عقوق الأبناء للآباء والأمهات حتى قد تضطر المرأة العجوز إلى العمل في بعض المطاعم والكافيتريات لا لحاجتها إلى العمل وإنما للكلام مع الناس حتى لا تصاب بالاكتئاب!!

    تقول بعض النساء الغربيات: من أهـم أسباب تفكك الأسرة في الغرب كثرة الطلاق وارتفاع نسبته، وقلة الزواج؛ فالكثير لا يتزوج، ومن آثار هذا التفكك الآثار السلبية على الأطفال الذين يقعون ضحية للطلاق، ومن مظاهر التفكك كثرة الأمهات العزاب التي يكون لديهن أطفال من غير زواج، ولكن من علاقات غير مشروعة، وعدد هؤلاء في ارتفاع مع ما يواجهن من صعوبات في تربية الأطفال وفقدان للعطف والرعاية من الآباء[4]
    إن الإسلام قد عُني أتم عناية بإعداد المرأة الصالحة للمساهمة مع الرجل في بناء المجتمع على أساس من الدين والفضيلة والخلق القويم، وفي حدود الخصائص الطبيعية لكل من الجنسين، فرفع شأنها وكوَّن شخصيتها، وقرر حريتها، وفرض عليها كالرجل طلب العلم والمعرفة ، ثم ناط بها من شؤون الحياة ما تهيئها لها طبيعة الأنوثة وما تحسنه؛ حتى إذا نهضت بأعبائها كانت زوجة صالحة، وأماً مربية، وربة منزل مدبرة، وكانت دعامة قوية في بناء الأسرة والمجتمع.

    وكان من رعاية الإسلام لها حق الرعاية أن أحاط عزتها وكرامتها بسياج منيع من تعاليمه الحكيمة، وحمى أنوثتها الطاهرة من العبث والعدوان، وباعد بينها وبين مظانِّ الريْب وبواعث الافتتان؛ فحرم على الرجل الأجنبي الخلوة بها والنظرة العارمة إليها، وحرم عليها أن تبدي زينتها إلا ما ظهر منها، وأن تخالط الرجال في مجامعهم، وأن تتشبه بهم فيما هو من خواص شؤونهم، وأعفاها من وجوب صلاة الجمعة والعيدين مع ما عرف عن الشارع من شديد الحرص على اجتماع المسلمين وتواصلهم، وأعفاها في الحج من التجرد للإحرام، ومنعها الإسلام من الأذان العام، وإمامة الرجال للصلاة، والإمامة العامة للمسلمين، وولاية القضاء بين الناس، وأثَّم من يوليها، بل حكم ببطلان قضائها على ما ذهب إليه جمهور الأئمة، ومنع المرأة من ولاية الحروب وقيادة الجيوش، ولم يبح لها من معونة الجيش إلا ما يتفق وحرمة أنوثتها، كل ذلك لخيرها وصونها وسد ذرائع الفتنة عنها والافتنان بها حذراً من أن يحيق بالمجتمع ما يفضي إلى انحلاله وانهيار بنائه؛ والله أعلم بما للطبائع البشرية من سلطان ودوافع، وبما للنفوس من ميول ونوازع، والناس يعلمون والحوادث تصدق.

    قضايا معاصرة
    إنني في هذه الورقة لست مستطيعاً أن أحصي قضايا المرأة كلها، لكنني سأتعرض لبعضها مما كثر طرحه في أيامنا هذه والحديث عنه؛ خاصة في بلادنا ومن بني جنسنا، ومن ذلك:
     
    1ـ التمييز بين الرجال والنساء: حيث نسمع ناساً يقولون: إن الإسلام قد سوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وإن الإسلام لا يفرق بين الناس على اعتبار الجنس، إلى غير ذلك من عبارات كثر ترديدها حتى غدت مسلَّمات عند كثير من المسلمين والمسلمات. نقول: بادئ ذي بدء لا بد من التذكير بحقيقة قرآنية قد تخفى على كثير من أهل زماننا وهي أن الله تعالى قد جعل لكل من الجنسين ما يناسبه من المهام والوظائف؛ قال سبحانه )وليس الذكر كالأنثى([5] حكاية عن امرأة عمران الصالحة التي كانت ترجو أن يكون مولودها ذكراً تستعمله في خدمة بيت الله المقدس؛ فلما استبان أنثى اعتذرت إلى ربها بتلك المقالة التي حكاها القرآن مقرِّراً لها، وهذا الذي يشهد له الواقع والفطرة أن المرأة لا تصلح لكثير من المهام التي يقوم بها الرجل والعكس كذلك. يا قومنا:


0 التعليقات :

Copyright @ 2013 مؤسسة الاسلام .