الحديث و الدعاء و الحكمة

.أذكار الصباح والمساء

حتى يوسوس الإنسان في أشياء يحب أن يكون فحمة ولا يتكلم بها ، وسواس أيضاً في الطهارة ، بعض الناس يصاب بالوسواس والعياذ بالله يدخل الحمام للوضوء الذي لا يستغرق خمس دقائق يبق خمس ساعات ، نسأل الله العافية ، وفي الصلاة تجده يكرر تكبيرة الإحرام يكرر الكاف عشرين مرة ، وربما يعجز عنها ، حتى إن بعضهم يقول : إني ما أستطيع أن أصلي إطلاقاً ، فيؤدي به الوسواس إلى ترك الصلاة ، يقع الوسواس في معاملة الأهل حتى إن بعضهم يخيل إليه أن أهله وضعوا له سحراً في أكله وشربه فيأكل من المطاعم ، وحتى إن الرجل ليتكلم لأهله فيقول يا أم فلان _ زوجته _ فيقول له الشيطان طلقتها ، وينكد عليه الحال ، حتى إن بعضهم إذا فتح المصحف ليقرأ ، كلما قلب ورقة خيل له الشيطان أنه قال لامرأته طالق ، فترك قراءة القرآن ، فالوساوس عظيمة لكن طردها سهل جداً ، بينه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله جوامع الكلم وفواتح الكلم وخواتم الكلم ، حين شكي إليه هذا الأمر فقال صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته ، كلمتان يستعيذ بالله ، يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولكن يقولها بصدق وإخلاص ، وأنه ملتجأ إلى الله حقاً ، لا مفر له من الله إلا إليه ، ولينتهي عن ذلك : أي يعرض عن هذا ، ويقول لنفسه : لماذا أتوضأ وأصلي ؟ ألست أرجو الله وأخافه ، فينتهي عن هذا ويعرض إطلاقاً ، إذا استعمل هذا ، وإن كان سوف يضغط على نفسه وسوف يتعذب ، لكن هذا في أول الأمر فقط ، ثم بعد ذلك يزول بالكلية ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى قال فليستعذ ولينته { قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس } ، قال العلماء : الخناس : هو الذي يخنس عند ذكر الله ، { من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس } يعني هذا الوسواس يكون من الجِنة ، ويكون من الناس ، الجنة : هي الجن والمراد بهم الشياطين ، توسوس في الصدور ، ومن الناس أيضاً شياطين ، وما أكثر الشياطين في زماننا وقبل زماننا وإلى يوم القيامة { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن } ، كذلك لأتباع الأنبياء أعداء من الشياطين ، يأتون إلى الناس يوسوسون هذا كذا وهذا كذا ، ربما يوسوسون على السذج من العوام سواء في مذاهب باطلة ، وملل كاذبة أو غير ذلك ، المهم عندهم وسواس شياطين الإنس احذرهم احذر شياطين الإنس الذين يوسوسون لك في أمور يزينونها في نفسك وهي فاسدة . فالمهم أن هذه السور الثلاث ينبغي للإنسان أن يقرأها كل صباح وكل مساء لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها [ قاله الشيخ العثيمين في تفسير السورتين ].

ثانياً : من السنة النبوية :

-1-

" بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " .

صباحاً ومساءً ثلاث مرات ، ودليل ذلك :



عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرُّهُ شَيْءٌ " [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] .


وفي رواية :
قَالَ أَبُو مَوْدُودٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ _ يَعْنِي ابْنَ عَفَّانَ _ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِيَ " ، قَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ _ شلل _ فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ ، وَلاَ كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا " .

وعند الترمذي : " وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ " [ قَالَ الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمات تدفع عن قائلها كل ضر ، كائناً ما كان ، وأنه لا يصاب بشيء في ليلة ولا في نهاره إذا قالها في الليل والنهار ثلاث مرات .

حِصْنُ الأطفال :
حصن أولادك الصغار بحصن إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ، فقد كان إبراهيم عليه السلام يحصن به إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحصن به الحسن والحسين رضي الله عنهما ، لاسيما إذا خرجت من منزلك لحضور مجمع من الناس ، فبعض الناس ربما كان عياناً ، فاحذر تسلم ، قبل أن تندم ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ _ رضي الله عنهما _ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : " إِنَّ أَبَاكُمَا _ يعني إبراهيم عليه السلام _ كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، أَعُوذُ _ وفي لفظ أعيذكما _ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ " [ رواه البخاري ] . 

-2-
" أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " .
ثلاث مرات مساءً ، وفي كل مكان ينزل فيه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ قَالَ : " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرُّكَ " [ رواه مسلم ] .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ :
 أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ" ، قَالَ سُهَيْلٌ : فَكَانَ أَهْلُنَا تَعَلَّمُوهَا فَكَانُوا يَقُولُونَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعاً " [ رواه الترمذي وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] .

الحُمَةُ : لدغة كل ذي سم كالعقرب والحية ونحوها .

حصن المنزل :
إذا نزل الإنسان منزلاً في أي مكان حتى في بيته منتقلاً من مكان إلى آخر فينبغي له أن يحافظ على هذا الذكر لاسيما البر والأماكن البعيدة كالمتنزهات وغيرها :
عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

-4-
" سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ " .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " [ رواه مسلم ] .
ومعنى زاد عليه : أي زاد ذكراً آخر ، لكن لا يزيد في العدد عن مائة ، لأن المائة عدد توقيفي ، لكن يزيد عليه بعض الأذكار الأخرى ، فيكون أفضل ممن قال ذلك مائة مرة فقط .

فائدة :
هذا الذكر هو أفضل الذكر وأحبه إلى الله تعالى ودليل ذلك :


عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الْكَلاَمِ أَفْضَلُ قَالَ : " مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " [ رواه مسلم ] .

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " [ رواه مسلم ]

لا يقربك الشيطان :
هناك أذكار يقولها المسلم في يومه وليلته وعند خروجه من منزله تعصمه بإذن الله تعالى من الشيطان :



1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ ، لَمْ يَضُرَّهُ " [ متفق عليه ] .



2- وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : كنْتُ جَالِساً مَعَ النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ، لَوْ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ " فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " ، فَقَالَ : وَهَلْ بِي جُنُونٌ " [ متفق عليه ] .


3- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ . وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ " [ رواه مسلم ] .

4- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " [ متفق عليه ] .

5- وَعَنْ أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : " إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته ، فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حولَ ولا قوة إلا بالله ، يُقال له : حَسْبُك ، هُدِيتَ ، وكُفِيتَ ، ووقِيتَ ، وتنحَّى عنه الشيطانُ " [ رواه الترمذي ] .
وفي رواية أبي داود قال : : إِذا خرج الرَّجُلُ من بيته ، فقال : بسم الله ، توكلتُ على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له حينئذ : هُدِيتَ ، وكُفِيتَ ، ووُقِيتَ ، فَيَتَنَحَّى له الشيطانُ ، فيقول شيطانٌ آخرُ : كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ ، وكُفيَ، ووُقِيَ ؟ " [ رواه الترمذي وأبو داود وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

6- وَعَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ : لَقِيتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ لَهُ : بَلَغَنِي أَنَّكَ حَدَّثْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " قَالَ : أَقَطُّ _ يعني أبلغك عني هذا فقط _ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ : حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ " [ رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني ] . 
فاحفظ هذه الأذكار تقيك من الشيطان الرجيم بإذن الرحمن الرحيم .

-5-
" لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .
مرة واحدة ، عشر مرات ، مائة مرة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .

هذا الحديث فيه فضل عظيم لمن تأمله ، وهو يدل على أنه ينبغي أن يُقال قبل طلوع الشمس ، سواءً قبل صلاة الفجر أو بعدها ، لأن لفظ : " يوم " ، ولفظ : " حتى يمسي " ، يدل على أن وقت قول هذا الذكر يكون قبل طلوع الشمس بدليل حتى يمسي ، فهذا الذكر يحفظ قائله من الشيطان يومه ذلك حتى المساء .

ثم يأتي بعد ذلك أذكار أخرى تحفظ من الشيطان بإذن الله تعالى .

وفي الشق الثاني من الحديث يتبين لنا أن قول : " سبحان الله وبحمده مائة مرة " تُقال قبل غروب الشمس مباشرة حتى يحصل العبد على فائدة المائة وهي : حط الخطايا ، لأن كلمة يوم تدل على النهار ، لأن العبد ربما حصل له خطايا خلال يومه ، وفي نهاية اليوم يقول الذكر فتحط خطايا ذلك اليوم .

-6-
" اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ _ أعترف وأقر لك _ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي ، فاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ " .
مرة واحدة صباحاً ، ومرة واحدة مساءً .

عَنْ شَدَّادُ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ _ أعترف وأقر لك _ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي ، فاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " [ رواه البخاري ] .

-7-
" أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى _ أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ _ الْمُلْكُ لِلَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ ، وَسُوءِ الْكِبَرِ ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ " .
مرة واحدة صباحاً ، ومرة واحدة مساءً .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَالَ : " أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ ، وَسُوءِ الْكِبَرِ ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ " ، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضاً : " أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ . . . " [ رواه مسلم ] .

وفي هذا الحديث فضل عظيم ، فعندما يسأل المسلم ربه خير الليلة والنهار ، فإنما يسأل ربه خيرات كثيرة ، دنيوية وأخروية :
فخيرات الدنيا : كحصول الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والراحة النفسية ، والسلامة من مخاطر الليل وحوادثه وفواجعه .

وخيرات الآخرة : التوفيق لقيام الليل ، وقراءة القرآن ، والصلاة والتسبيح ، والصدقة ، والأعمال الصالحة المختلفة .

فعلى المسلم أن يحتفظ على هذه الأذكار ليحظى بالخير في الدنيا والآخرة .

0 التعليقات :

Copyright @ 2013 مؤسسة الاسلام .